لم تعد العاب فلاش الانترنت حكراً على تسلية جيل الشباب والمراهقين، حيث اصبحت العاب الانترنت مطلب للتدريب على قيادة الدبابات ورجال الشرطة يستخدمونها لتعلم التخطيط لمواجهة الكوارث. والمدخنون أيضا يستخدمونها للإقلاع عن التدخين، والمراهقون لمحاربة الاكتئاب.
ولم يعد الإقبال على العاب فلاش مقتصرا على التسلية بعد أن بدأت شركات البرمجة تطور العاب مختلفة للجنود والطيارين ورجال الشرطة والأطباء من أجل أهداف تعليمية، إلى جانب ما فيها من تسلية.
بالتأكيد فإن الجانب الجاد في الألعاب ليس هو الجانب الوحيد، فمازالت هناك ألعاب تمارس من أجل المتعة والترفيه فقط، ولكن الهدف هنا هو تعلم شيء إلى جانب اللعب سواء كان هذا الشيء هو تعلم الطبيب طريقة إزالة الزائدة الدودية أو تعلم العامل مهارات التعامل مع العملاء واستخدام هذه الألعاب في التعليم يحقق نتائج جيدة بالفعل حيث يصبح التعلم أسرع وتذكر اللعبة أفضل.
يقول تورستن أنجر من الاتحاد الألماني لصناعة ألعاب الكمبيوتر إن الألعاب الجادة هي أنشطة تعليمية توفر معلومات أو تختبر معلومات المستخدم وتتيح للناس ممارسة أو تجربة عمليات معينة.
ويضيف ان الألعاب تزيد داوفع التعلم . والتجارب الناجحة يكون لها تأثير إيجابي على دوافع التعلم
ومن أوائل الألعاب التعليمية كانت ألعاب أطلقها الجيش الأميركي حيث كانت تتيح للجنود تعلم قيادة الدبابات وإزالة الألغام والتحرك المناسب في مناطق القتال.
ويقول أنجر إنه في أغلب الحالات يصعب التمييز بين هذه الألعاب الرسمية والألعاب التجارية التي تطرحها الشركات في الأسواق.
ورغم أن العاب الفيديو يُنظر إليها دائماً كسبب في انعزال المراهقين عن المجتمع، فإنها تستخدم حالياً كوسيلة لمعالجة المراهقين من الاكتئاب. فبدلا من تشجيع اللاعبين على الدخول في معارك بألعاب الفيديو، فإن اللعبة " SPARX" تحاول تعليم المراهقين كيفية التعامل مع الاكتئاب باستخدام طريقة علاج نفسية تعرف باسم "العلاج السلوكي المعرفي " وفقاً لما ذكرت صحيفة "الديلي ميل" البريطانية.
وحرصاً على ضمان جذب المراهقين للعبة، فقد تم تصميمها بشكل مثير وجذاب خاصة للذين يترددون في البحث عن مساعدة نفسية وملوا من النصائح حول كيفية مواجهة الاكتئاب.
اللعبة تدور حول محارب يحاول التخلص من الأفكار السلبية بواسطة كرات نارية أثناء إنقاذه العالم من الغرق في الأفكار المتشائمة واليأس.
وقد ذكرت سالي ميري أستاذة علم نفس الطفولة والمراهقة بجامعة أوكلاند الأميركية أن الأسلوب العلاجي أثبت نجاحاً كبيراً بين المراهقين ومكنهم من معرفة مشكلاتهم بخصوصية وبمفردهم، مضيفة إنه يمكن التعامل مع المشكلات النفسية بطرق لا تتطلب جدية شديدة حيث إن العلاج ليس بالضروري أن يكون محبطاً في ذاته بل يجب أن يكون مرحاً.
يُشار إلى أن دراسات دولية قد أظهرت أن نيوزلندا لديها أعلى نسبة من الشباب المنتحرين في العالم النامي، وهو ما أشارت سالي إلى أنها تحاول مواجهته من خلال جعل علاج الاكتئاب أكثر سهولة في الحصول عليه، مضيفة أن 75-80% من المراهقين الذين عانوا من الاكتئاب لم يتلقوا أي مساعدة ما أدى إلى مشكلات كبيرة مثل درجات ضعيفة بالدراسة وعزلة اجتماعية ومظهر خارجي غير لائق.
واكتئاب المراهقين مشكلة دولية، ومن الشائع عدم الاهتمام بها، مضيفة أن الكثير من المراهقين يشعرون بالإحباط دون معرفة السبب، إلا أن لعبة الفيديو التي تم استخدام أساليب العلاج النفسية بها توضح لهم أنه ليس عليهم العيش مع ذلك الشعور.
0 التعليقات:
إرسال تعليق