الجمعة، 19 يوليو 2013

انتشار ألعاب القتل بين الأطفال يصادر براءتهم ويعزز ثقافة العنف

العاب العنف

تزدحم أسواق بيع العاب الأطفال مع إطلالة كل عيد بآلات الحرب والأسلحة بأنواعها المختلفة، في ظاهرة بدأت بالنمو منذ العام 2003، وانتشرت بقوة في معظم محافظات العراق حتى أصبحت وسيلة إمتاع لدى الأطفال، وسط تساؤلات وشكوك حول عدم قدرة الحكومة على منع دخول الأسلحة الحقيقية، فضلاً عن العاب الفلاش، إلى البلد، ويرى المواطن حامد طارش 28 سنة، أن هذه الظاهرة قديمة الوجود، وكان يمارس لعبها مع أصدقائه في الطفولة، ولكن ليس بهذا المستوى من التطور، بسبب الرقابة الشديدة على المستورد، أما الآن، وفي ظل الانفلات الأمني وغياب الرقابة على المنافذ الحدودية، مع وجود عدد من التجار ضعفاء النفوس، فقد أصبح دخول هذه السلع الخطيرة سهلا، وبدأ انتشارها يتسع شيئا فشيئا، مع زيادة الطلب عليها

ويتهم أبو حسين وهو والد لثلاثة أولاد، جهات خارجية وداخلية، تحاول قتل البراءة لدى الأطفال، مبينا أن أبناءه يصرون على اقتناء هذه السلع المصنوعة بطريقة كمالية تجذب النظر وتصدر عنها أصوات مختلفة، والبعض منها تطلق عيارات مطاطية، وفي حال عدم شرائها لهم، فإنهم يبكون ويمتنعون عن الطعام، وسجلت إحصاءات طبية العديد من الإصابات الناجمة عن هذه العاب فلاش، اغلبها فقدان للنظر، واختناق في التنفس لما تخرجه من مواد سامة عند الاستخدام.

مسلسلات بلا رقابة

وما يزيد الطين بلّة ما يعرض على شاشات التلفزيون من أفلام ومسلسلات عصابات، دون رقابة، تحولت معظمها إلى الشارع العراقي، فنجد الصغار يغيرون أسماءهم ويلقبون أنفسهم بأسماء لشخصيات تلفزيونية تلعب ادوار العصابات، وتستخدم أسلحة شبيهة إلى حد كبير بما يمتلكه الأطفال من أسلحة بلاستيكية، وابرز أسماء الشخصيات رواجا بين الأسماء المطروحة مراد علم دار، وميماتي، وعبدالحي، واسكندر، وظاظا، وغيرها من الشخصيات التلفزيونية المعروفة، ولكل مجموعة من الأطفال رئيس ومساعد في الشارع. ويقول الارناؤوطي، إن عرض الأفلام الأميركية وغيرها، من الاكشن والبوليسية، على شاشات التلفزيون، جعل انحراف الطفل في غاية السهولة.

مسؤولية

ويحمل الحكومة العراقية مسؤولية استيراد العاب فلاش الأطفال التي تعمل على تحريض الطفل على العنف، وتدفع بالطفل إلى حافة الهاوية، مطالبا إياها باستيراد العاب الاكترونية وحاسبات لتطوير ذهنية الطفل، وخدمة تطور البلد، فهي أفضل من استيراد العاب القنابل والصواريخ والمسدسات التي تتلف عقلية الطفل وتنهي حياته، ويتساءل كمال منصور، عن كيفية سيطرة الحكومة على منع دخول الأسلحة الحقيقية غير المرخصة إلى البلد، في وقت لم تستطع منع دخول لعب الأطفال من الأسلحة؟.

ويقول: إننا في الوقت الذي نستبشر خيراً بأن يعم ربوع بلدنا الأمن والأمان، نلاحظ أن ثقافة العنف تغزو أطفالنا من دون وجود أي رقابة حكومية حول نوعية اللعب الداخلة إلى البلاد، مبيناً  إننا بدأنا نشكك بقدرة الحكومة
على منع دخول الأسلحة الحقيقية، لأنها غير قادرة على منع استيراد العاب الأطفال من البنادق والمسدسات. وقفة مشتركة

هذه الظاهرة بحسب مختصين تحتاج إلى وقفة مشتركة من قبل الحكومة وأولياء الأمور والجهات الأمنية، للحد منها، كون الأطفال هم جيل المستقبل وبناة الوطن.

وفي هذا الصدد اعتبر الخبير الأمني حسين الارناؤوطي تعويد الأطفال على رؤية السلاح واللعب به تولد لديه غريزة القتل، المتمثلة لديه بالبطولة

العاب العنف

هناك تعليق واحد: